جائت فكرة كتابة هذه التدوينة من كثر الإستعمالات الخاطئة التي أراها يوميا لمصطلحات سياسية معروفة حتى مع وجود العذر (إنعدام الحياة السياسية في الدول العربية). وهذه محاولة متواضعة مني لكي أصحح بعض هذه المفاهيم الخاطئة وتوضيح بعض العلاقات التي قد توجد بين حركة او فكر سياسي وآخر ويبقى لكم واجب التصحبح والتنقيح 🙂
فلنبدأ برئيس العصابة:
الليبرالية:
الليبرالية في الأصل مشتقة من كلمة لاتينية وتقوم على أسس التحرر والعدالة. طبعا يختلف مفهوم هذين المبدئين من شخص وآخر ولكن بشكل عام تجد الليبراليين متفقين في دعم تشكيل الحكومات الدستورية والديمقراطية الليبرالية والإنتخابات العادلة وحقوق الإنسان والعلمانية والتبادل الحر واإقتصاد السوق المفتوح.
وكما تلاحظ فإن العلمانية هو واحدة من الأفكار التي تقع تحت مظلة الليبرالية، كما أن هناك ليبرالية إجتماعية وليبرالية تخص الإقتصاد وسياستها ولا يلزم من يؤمن بواحدة بأن يناصر الأخرى. على سبيل المثال قد تكون محافظ إجتماعيا وترفض العديد من المبادئ الليبرالية الإجتماعية كحرية الإنسان فيما يفعل بجسده ولكنك تدعم التبادل الحر وحرية الأسواق. وفي عالمنا المعاصر يسيطر الفكر الليبرالي والديمقراطيات الليبرالية على العالم، خصوصا في دول اوروبا والأمريكيتان وشرق آسيا وأستراليا. طبعا الدميقراطية هو حكم الشعب ولا يلزم بأن تكون الديمقراطية ليبرالية فهناك ديمقراطية إسلامية ودميقراطية محافظة وأخرى مسيحية وهكذا.
الليبراليون في العالم الإسلامي عادة ما يؤمنون بان هذا الأيدلوجية متوافقة تماما مع الشريعة الإسلامية ويقومون بقراءة النصوص والفتاوى التي تؤيد هذا الإتجاه لاسيمة في القضايا الإجتماعية كالمثليين وإنتخاب المرأة لمناصب سياسية وغيرها الكثير. ونظرا لأن معظم المذاهب الإسلامية لا تنضوي تحت لواء اللبرالية كليا فإن الليبراليون يصنفون أنفسهم على أنهم مسلمون ليبراليون ينتمون إلى الحراك العالمي لليبرالية (دون الإلتزام بكل أهدافه ودون أن يمس ديانتهم بشئ).
طبعا للأسف كما يتفشى إطلاق إسم ليبرالي كذم لكل توجه قد يخالف عرف المجتمع، تجد اناس هم في الأصل ملحدين ولكنهم يختبؤن خلف الليبرالية خوفا من كشف حقيقة معتقداتهم أو عدمها إن صح التعبير والعمل خلف الكواليس لإقناع الليبراليين بمعتفداتهم على أساس الإلحاد والليبرالية وجهان لعملة واحدة في رأيهم والتهجم على الإسلام وإستخدام الليبرالية كدرع يتصدى للهجمات الموجهة اصلا للملحدين.
المحافظين:
مبدأه بسيط وهو الحفاظ على الأمور كما هو والإعتراض على التغييرات العنيفة التي قد تحدث للمجتمع او الإقتصاد. طبعا هذا المعنى قد يتضمن توجهات كثيرة فهناك محافظين بالنسبة للمجتمع وآخرين للتراث والهوية الوطنية وهناك أيضا المحافظيين الدينيين والمحافظين الإقتصاديين وهكذا دواليك. وعلى عكس الليبرالية فليس هناك تجمع عالمي للمحافظيين من الناحية الإجتماعية وتختلف القيم من شخص لأخر ومن دولة لأخرى فعلى سبيل المثال المحافظ الأمريكي قد يجد نفسه ليبراليا في دولة مثل السعودية عندما تكون القضية قضية إنتخاب المراة لمنصب سياسي على سبيل المثال.
أشكرك على هذه المدونة التي تدعو لتوضيح النظرة الخاطئة تجاه الليبرالية والمحافظين في المنطقة.
أحب أن أضيف لما قلته، أن الليبرالية تعني التحرر والحرية، أن يكون للفرد الحرية في اختيار المصير والفكر والعقيدة. والليبرالية تحمي حقوق الشعوب وتدعو للتعايش السلمي، فقد نجد مجتمعنا فيه مؤمنون وملحدون، تجمعهم الليبرالية والأخلاق العالية من أجل بناء بلد قوي، مثل فرنسا. وقد يكون الليبرالية متدينا أو ملحدا. فالليبرالية لا تحدد المعتقد وإنما تعطي الفرد أحقيته في اختيار المعتقد. فقد تجد شخص ليبراليا لا يظهر ملامح دينية كإطالة اللحية وتقصير الثوب، ولكنه في الخفاء يصلي ويصوم ويدعو الله.
أكثر ما خرب النظرة في السعودية لليبراليين هم الجهلة من رجال الدين الذين ربطوا الليبرالية بالفساد والدعارة والأخلاق السيئة. ويالها من نظرة خاطئة!
أحييك زميلي على كتابتك هذه المدونة وأنا من المتابعين لك, وقد قرأت رأيك في منتدى sKFUPM عن الخليج الفارسي وأتفق معك بشأن احترام الشعب الإيراني والنظر لهم كإخوان حتى وإن أختلفنا في بعض “بعض” الأمور الدينية. ولا تشغل بالك ببعض الحمقى ممن لا يفكرون بالمنطق ويتهمون إيران بعداءها للسعودية. فإيران لم تهدد الخليج تهديدات صريحة, وإنما أمريكا تحاول نشر الفتنة بيننا وبين أخوتنا الإيرانيين. وأنظر للكم الهائل من الحمقى الذين أنطلقت عليهم الخدعة ويبدو أنه عندما تقاتل إيران أمريكا فأنهم سيقفون في صف الأمريكان ضد أخوانهم المسلمين!
وإيران كما تعلم لديها علاقات قوية مع جميع الدول الخليجية، ولكن الإعلام -الإعلام الديني بالأخص- نشر فكر أن إيران ضدنا.
وأيضا ليس جميع الشيعة يسبون الصحابة ويفعلون العزاء، ولكن الإعلام الديني المتشدد نشر هذا الفكر.
تقبل تحياتي، أخوك عبدالله من القطيف.
حياك الله أخي عبدالله وشاكر لك زيارتك ويشرفني متابعتك لمدونتي وإن شاء الله تجد هنا ما يسرك ويفيدك.
بخصوص هذه التدوينة، أن لا أنوي أن أحكم بصحة طرف أو آخر ولكن الهدف هو التعريف البسيط لمعتقدات الأخرين كما فعلت مشكورا والحكم على أفضلية المواقف (ككقضية قيادة المرأة للسيارة) كلا على حدة.