المجتمع السعودي بين فكي كماشة

لقد أستولى المحافظون والليبراليون على الحياة السياسية والدينية في مملكتنا الحبيبة وقاموا بتقسيم الشعب إلى طرفين متناحرين بالرغم من أن الشعب في الأساس لا ينتمي إلى أي من الحزبين وقد سئم منهما جميعا. فمن ينتقد موقف محافظ أصبح غربيا خائنا لدينه ومن عارض رأي ليبرالي يوضع عليه علامة أكس الدالة على إنتهاء الصلاحية والتخلف وقص على ذلك…

المحافظين فشلوا في تطبيق تعاليم الإسلام السمحة خارج إطار العبادة ووقفوا صامتين ضد الفساد الحاصل وحاولوا جزافا أن يطبعوا كل سكان المملكة على عادات واحدة ومذهب واحد وقصوا الكثير من طرق الحلال بداعي درء المفاسد ولأن الرجل والمرأة السعودية كائنات مفترسة يجب كبتها لمنع شرهما والنتيجة كما ترونها سلبية، وبدل من ان يحاولوا الإعتذار عن أخطائهم ويتخذوا طريق الوسطية والإصلاح نراهم يطالبون بمهلة لكي يقوموا بتطبيق منهجهم “بالطريقة الصحيحة” ويقوموا بمزيد من الإختبارات علينا كالمنع في الأسواق وغيرها.

هذا الأسلوب يشبه كثيرا أسلوب الأنظمة الشيوعية البائدة التي كلما فشلت قامت بالمطالبة بمزيد من الوقت ومزيد من الإختبارات لكي تجد الفورمة الناجحة وتتحور إلى أشكال ومسميات مختلفة، كل ذلك للإبتعاد عن الإعتراف بالخطأ وسلوك منهج صحيح معتدل والنهاية دائما ما تكون كارثية بالنسبة لهم.

أما الليبراليون فإنهم ببساطة يبترون نظاما غربيا من أصوله التاريخية والدينية ويقدمونها لنا على أساس أنه منتج عالمي كالإندومي تستطيع أن تضيف إليه ما شئت من النكهات الإسلامية والعربية لتجعله خاصا بك وليتناسب مع ذوقك.

طبعا هذا كلام صحيح…إذا كنا مجتمع نعتبر الدين مجرد هوية وطنية لا نعطي له قيمة حقيقة مقارنة بدستور تم صياغته وتعديله آلاف المرات وقمنا بتطبيق العلمانية بعد إضطهاد ديني أستمر لقرون وتسبب في قتل الكثير من العلماء و…

الغرب عانوا من الدين وسئموه فطرحوه على جنب أما نحن عشنا أيام السعد والقوة في ظل الإسلام وما حصل لنا من ذل وهوان كان بسبب الإبتعاد عنه وإختيار مناهج أخرى وضعية كالقومية العربية وغيرها.

أضف إلى ذلك فإن الليبرالية في الأصل حركة دائمة التغير سواء كان ذلك في قيم المجتمع أو قوانين الدولة فلا شئ مقدس وكل شئ قابل للتغير وهذا طبعا يتنافى مع تعاليم الإسلام الأساسية المنزلة من عند الله جل جلاله.

الخلاصة ما يريده الشعب هو تطبيق فعلي للإسلام وتعاليمه والعيش تحت ظل تعاليمه السمحة المتعددة الآراء والمذاهب والفروقات الإجتماعية والعدالة الإقتصادية والهمة العلمية بدلا من تطبيقه فقط في العبادات وملء الفراغ بعادات منطقة أو أخرى وقفل الباب على جميع من يختلف معنا وفرض حالة الكبت الشامل، وبدل من العلمانية الغريبة علينا وتفكيك المجتمع إلى وحدات أصغر حرة في فعل ما تريد في نفسها وتغير كل شئ لأجل التغيير.

أخي أو أختي الكريمة، لا تقفوا بين فكي كماشة، أنتم أحرار في الحكم على كل قضية على حدة دون إتباع فريق أو آخر.

هذا المنشور نشر في مشاكل إجتماعية وكلماته الدلالية . حفظ الرابط الثابت.

2 Responses to المجتمع السعودي بين فكي كماشة

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s