كثيرا ما نشاهد الأفلام الأمريكية التي تعرض على التلفاز ويتم ذكر هذا المصطلح، او حتى لو كنت مبتعثا أو تعمل في شركة دولية ولديك زميل أمريكي فستجده يتذمر عن إنتهاء الحلم الأمريكي وضياع بلده فيا ترى ما هو هذا الحلم الذي يتطلع إليه ملايين البشر وبعضهم يتركون أهاليهم وبلادهم بدون رجعة حتى يتذوقها؟
الحلم ببساطة هو أن أي شخص يستطيع الصعود بنفسه إذا بذل الجهد الكافي وان هناك دائما إمكانية النجاح في الحياة والسعادة. بعد ذلك يتم تفسير هذا المبدأ بطرق عديدة، فمنهم من يركز على السعادة ولإبتعاد عن الفقر عن طريق إمتلاك المنزل والسيارة والوظيفة والعائلة وكان إنتشار هذا الشئ في الخمسينات الميلادية حينما حدثت الطفرة الإقتصادية في أمريكا بعد الحرب العالمية الثانية وأصبحت القوة العظمى التي تعرفونها اليوم. والبعض الأخر يركز على الحريات فالإنسان طالما لديه الإمكانية للعيش إينما أراد والعمل في ما يريده ويعشقه والمساواة بين الغني والفقير والضعيف والقوي امام القضاء فسيتوفر لهذا الإنسان سبل الحياة الكريمة.
وتجد في الدستور الأمريكي جذور هذا الحلم حيث عبارات “كل البشر خلقوا أسوياء” و “وكل مخلوق لديه حقوق غير قابلة للجدال” و “الحياة والحرية والسعي وراء السعادة” لتاتي وتؤكد أهمية هذه المفاهيم لدعم إستقرار البلد وسماح للمواهب بالنمو بدون تمييز.
كان الألماني في القرن التاسع عشر الميلادي يعيش حياة صعبة لدرجة أن الكثيرين منهم وخصوصا المثقفين هاجروا لأمريكا متطلعين إلأى حياة أفضل ولعل هذا الإقتباس من كتاب The German in America يلخص كل ما تم ذكره:
“المهاجر الألماني يأتي إلى بلاد لا يوجد فيها إستبداد ولا منظمات فوق القانون ولا إحتكارات تجارية ولا ضرائب قاهرة ولا معوقات في المذاهب الدينية ومسائل العقيدة. كل شخص يستطيع السفر والعيش حيثما أراد. لا يطلب منه جواز سفر، الشرطة لا تتدخل في شؤونه الخاصة ولا تعوق حركاته…. الإخلاص والجدارة فقط هما مصدر الشرف هنا. يتم معاملة الأغنياء تماما كما يعامل الفقراء، العالم يتم إحترامه كما يحترم أبسط الميكانيكيين، لا يوجد عيب في إحتراف أي مهنة شريفة. (في امريكا) المال والعقارات لا يعطيان صاحبه أي إمتياز سياسي فوق ما يملكه المواطن الفقير. كما أنه لا توجد طبقات نبيلة ولا منظمات شرفية ولا جيوش جبارة تكبح جماح الشعب الأخلاقي ولا الجسماني، ولا توجد بيروقراتيات حكومية تستنزف ما يملتكه الشعب.”