بين الجماعات الإسلامية المختلفة والوحدة الحقيقية (الإتحاد الإسلامي)

islamic-union

الإسلام شريعة الله وتحكم جوانب حياتنا كلها ومنها الحياة السياسية وطرق تطبيقها عديدة فمنها النظام الديموقراطي الإسلامي والجمهوري ونظام الحكم الملكي وما شابهه من الإمارات والسلاطين، فلكل شعب تركيب معين وثقافة مختلفة ولا يجب فرض نظام معين على أي أحد والقول بأنه الأفضل فطالما كان الحكم بكتاب الله عزوجل وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم لكل دولة وشعب الحق في مبايعة حاكمه وتطبيق الشريعة بالطريقة التي تناسبه.

معظم المسلمين ولله الحمد يريدون الإسلام دينا ودنيا ولا يرتضون غيره من الأفكار العلمانية والليبرالية والحركات القومية المقيتة كحزب البعث وغيره والتي لم تجلب لنا سوى الخراب والتفرق وضياع السيادة منا.

ولكن في نفس الوقت نجد صعوبة في أن نكون إسلاميين فكل الخيارات إما متطرفة أو ناقصة أو متساهلة في أمور الدين وتجد نفسك في كثير من الأحيان تختار أو تساند أفضل السيئين.

فهناك جماعات خلافية ترى الحكم فقط لمرشدها أو اميرها ويجب قلب كل انظمة الحكم لما تراه مناسبا وجماعات تكفيرية تقتل وتسفك دم كل من يخالف رأيها وأيضا بعض الجماعات التي تسمي نفسها سلفية ولكن أبعدت نفسها عن الحياة الدنيا والإهتمام باحوال الناس المادية والعلمية والإجتماعية على خلاف السلف وجماعات إسلامية تدعي الوسطية ولكنها في الواقع تقدم تساهلات كثيرة على حسب الدين لكي تفوز بالمناصب وغيرها الكثير…

نعم هناك بعض النماذج الجيدة التي تهتم بالدين والدنيا ترى المنافسة على العلوم ورفاهية الحياة شرف والمحافظة على الدين وتعليمها واجب لا تساهل فيه ولكن يغيب عنهم التخطيط الدولي والإهتمام بوحدة المسلمين والنظر إلى المستقبل الذي يجمعنا معا.

لماذا يوجد صعوبة في نشر ثقافة إسلامية تدعم وحدة المسلمين شرعيا وإقتصاديا وعسركيا وعلميا وإجتماعيا؟

ثقافة لا تتدخل في أنظمة الحكم ولا تحرض على الإنقلابات طالما ان الشعب يحظى بحكم الشريعة فلا تبعية لمرشد أو أمير يدعي الخلافة لكل دولة أميرها ورئيسها وسيادتها.

ثقافة تدعو لتوحيد وتقارب الإقتصادات للدول الإسلامية بدء من تطبيق الصيرفة الإسلامية ونبذ المعاملات الربوية وإنتهاءا بإستعمال عملة موحدة دولية كاليورو.

ثقافة تنادي بتعزيز الجهود الأمنية المشتركة وتوحيد الأنظمة الجمركية والسماح بالسفر لأي دولة إسلامية وتطبيق قواعد بيانات مشتركة وإقامة تحافات عسركية تحمي حدودنا من أي عدو على غرار الحلف الأطلسي.

ثفاقة تشجع الشعوب على ان تكون منتجة ومتفوقة علميا وإجتماعيا وإيجاد حدود ادنى للرواتب والخدمات والمرفقات الصحية والسياحية.

مختصر الكلام لا أريد من أحد أن يقبل بانصاف الحلول ويرضى بأفضل السيئين، دعونا نساند وحدة المسلمين وتوفير سبل الحياة الكريمة للجميع بدون تطرف أو تساهل بالدين. وحدة دول المسلمين على غرار الإتحاد الأوربي مع إحتفاظ كل دولة بسيادتها ونظام حكمها والإستناد لا على القوميات ولا على الأفكار الوضعية ولكن على الإسلام فقط لا غير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

هذا المنشور نشر في مشاكل إجتماعية, السياسة, تأملات وكلماته الدلالية . حفظ الرابط الثابت.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s