من الاشياء الروتينية التي قد تفعلها في اي يوم هو زيارة السوبرماركت، شراء ما تريد من المقاضي والخروج سريعا نحو السيارة او البيت لاكمال يومك، ملقيا بفاتورة المقاضي في احد الاكياس سريعا او في سلة المهملات

ولا ادري ماذا حدث معي اليوم ولكني عندما اخذت الفاتورة التي تخص السحب من بطاقة البنك ترددت قليلا في التخلص منها، اخذت اقلبها يمينا ويسارا، مرة مبديا اعجابي في اني استطعت تخفيض التكاليف وهل يجب علي الاحتفاظ بها اذا حصل خطا في السحب قبل ان ابدء اخيرا بكرمشة الورق  والاستمتاع بالصوت الذي يصدر منه وبديت افكر، من يستطيع الاستمتاع بكرمشة هذه الفاتورة؟

لا يستطيع فعل هذا من لا يملك مالا في الاساس او على الاقل الذي يكفيه ليذهب الى السوبر ماركت كل يوم او حتى ليفتح حسابا بنكيا.

لا يستطيع فعل هذا من لا يعيش في بلد يوجد فيه سوبر ماركت او شبكة اتصالات حديثة او حتى بنوكا تصدر فيه هذا النوع من البطائق.

لا يستطيع كرمشة الورق من يفقد حاسة السمع او البصر او اللمس، من لا يمتلك يدين لكرمشة اي شئ او رجلين ليذهب اينما يريد واخذ المقاضي من السوبر ماركت.

لا يستطيع فعل هذا من يمتلك رهاب المجتمع او الاكتئاب الشديد او التوتر وامراض كثيرة نفسية  اخرى قد تصيب الفرد في اي وقت…

كم شخص تنطبق عليه احد هذه الظروف، وكم من الناس تنطبق عليه معظم هذه الاشياء او جميعها؟

انا لا اريدك ان تبدا ايها الاخ والاخت الفاضلة بالبحث عن فاتورة سوبر ماركت وكرمشتها او التسائل عن نوع المخدرات التي يبدو اني تناولتها عن طريق الصدفة او مدى رقة قلبي (مصنوع من الورق ربما؟) ولكني اريدك ان تصل الى نفس استنتاجي وهو اننا جميعا نملك نعم كثيرة لا تحصى ولو بدئنا في ان نشعر بالسعادة اكثر في كل ما نفعله ونقوله كم سيتحسن حياتنا اليومية؟ لنجرب معا ذلك